الجامعة العربية تؤكد دعمها لحكومة نواف سلام وتدعو لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وتنفيذ القرار 1701
جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط، التأكيد على دعم الجامعة الكامل للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة القاضي نواف سلام، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، اليوم الثلاثاء، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.
وأكد أبو الغيط دعم الجامعة لجهود الحكومة اللبنانية في استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، وتحقيق حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهو ما يُعد من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه لبنان منذ سنوات.
حكومة نواف سلام: أمل جديد بعد فراغ سياسي طويل
تشكلت حكومة القاضي نواف سلام في أواخر عام 2024 بعد فراغ سياسي دام لأشهر، وسط ترحيب داخلي ودولي. وقد نالت الحكومة ثقة مجلس النواب اللبناني في فبراير 2025، وتأتي في مرحلة حرجة من تاريخ لبنان الذي يعاني من انهيار اقتصادي منذ عام 2019، وانخفاض حاد في قيمة العملة الوطنية بنسبة تجاوزت 90%، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 80% من السكان.
وتسعى الحكومة الجديدة إلى إطلاق إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، بالتعاون مع المجتمعين العربي والدولي، للخروج من أزمات البلاد المتعددة.
دعوة إلى تنفيذ القرار 1701 ومواجهة التحديات الأمنية
ناقش اللقاء بين أبو الغيط ووزير الخارجية اللبناني أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الصادر في عام 2006، والذي يدعو إلى وقف العمليات القتالية بين إسرائيل وحزب الله، ونشر قوات الجيش اللبناني واليونيفيل في جنوب لبنان، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل الأراضي اللبنانية.
وأشار المتحدث باسم الأمين العام، السفير جمال رشدي، إلى أن استمرار وجود السلاح غير الشرعي خارج إطار الدولة، وخاصة لدى حزب الله، يمثل تحديًا رئيسيًا أمام تنفيذ القرار، ويثير جدلاً داخليًا وخارجيًا حول سيادة الدولة اللبنانية.
دور الجامعة العربية في دعم لبنان
تأتي زيارة وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي إلى القاهرة عشية انعقاد الدورة العادية رقم 163 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والتي تعقد يوم الأربعاء، وتتناول ملفات عربية هامة أبرزها الوضع في لبنان، سوريا، وفلسطين.
ويؤكد دعم الجامعة العربية لحكومة لبنان الجديدة حرصها على استقرار لبنان وسيادته، ودعم مؤسساته الشرعية في ظل التحديات المتزايدة، لاسيما على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
رسائل سياسية في توقيت حساس
تُبرز تصريحات أبو الغيط موقف الجامعة العربية الراسخ من ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، ووقف جميع الاعتداءات الإسرائيلية، وتنفيذ الالتزامات الدولية. كما تعكس دعمه لحكومة نواف سلام التزام الجامعة بدعم كل ما من شأنه أن يعيد الثقة بالمؤسسات اللبنانية ويعزز سيادة الدولة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يسعى فيه اللبنانيون لإعادة بناء دولتهم وسط ضغوط اقتصادية خانقة، ومطالب دولية بالإصلاح والشفافية، بالإضافة إلى تحديات أمنية مرتبطة بالنزاع مع إسرائيل والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
ختامًا: دعم عربي متجدد واستحقاقات لبنانية كبيرة
تعكس زيارة وزير الخارجية اللبناني إلى القاهرة والاجتماع مع أبو الغيط حرصًا عربيًا على دعم لبنان في هذه المرحلة الحساسة. كما تعكس تطلع الجامعة العربية إلى تعزيز دورها في دعم السيادة اللبنانية، والعمل على معالجة الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها البلد، مع التركيز على تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وحصر السلاح بيد الدولة كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
